مرحبا بك سيدتي في عالم الأزياء والموضة والجمال سنساعدك لتتألقي يوميا

الأعمال المنزلية: مشاركة الرجال تجعل نساءهم أكثر سعادة!



تقدّمٌ كبيرٌ أحرزته المرأة عبر العصور في سبيل تحصيل حقوقها وتحقيق ذاتها. ولعلّ أهمّ انجازاتها، خوضها مجال العمل الذي أثبتت فيه جدارتها. بيد انها لم تكن على يقين أنّ للميدالية التي استحقّتها على انجازاتها وجهٌ آخرٌ... فالمرأة ربحت حقوقها وخسرت بالمقابل راحتها ورفاهيتها. فأصبح عليها أن تلعب خلال ساعات النهار الأربعة والعشرين الأدوار كافةً وبإتقان: ان تلعب دور الموظفة المثالية تجاه رب عمل لا يرحم، ان تكون اماً قديرة اي "سوبر موم" مع اولادها، وزوجة مثالية مع شريك حياتها، وطبّاخة من الطراز الاول لأفراد عائلتها. وبالاضافة الى ذلك كلّه لا بد لها من المحافظة على منزل برّاق لا تشوبه شائبة، فكيف، ومتى ستقوى على كل ذلك... وحدها؟
نعم وحدها، اذ تسود لدى الرجال قناعة تعود الى تربيتهم والى التقاليد الاجتماعية، مفادها ان الاعمال المنزلية هي اختصاص حصري بالنساء وان قيام الرجل بها من شأنه ان يحطّ من رجوليّته ويمسّ من قدره.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هي تلك الاعمال التي نحن بصدد الحديث عنها؟

هي التدبير المنزلي اي التنظيف، الغسيل والكويٍ ... كما والتبضع  أي شراء حاجيّات المنزل، تربية الاولاد وتدريسهم، والطبخ. هل هذه الاعمال من شأنها ان تحدّ من  قيمة الانسان ومن قدره؟ ان كان ذلك صحيحاً فيفترض، في ظل ايماننا بالمساواة بين الرجل والمرأة، ان ينطبق ذلك على الاثنين. اما ان لم نعتبر ذلك فلا ريب من معاونة الرجل لزوجته خلال فترة غيابها بسبب العمل او عند انشغالها بأعمال منزلية أخرى.

ان العادات السائدة في مجتمعنا العربي تعتبر أنّ التدبير المنزلي والطبخ من اختصاص المرأة، ولكن ذلك لا يشكّل قاعدةً عامة. وقد تكون ابسط الامثلة على ما يخالف هذه القاعدة ان معظم رؤساء الطهاة او الشيف في العالم هم من الرجال.

إنّ العديد من النساء يجدن انفسهن ملزمات بتأدية الاعمال المنزلية كافةً بإعتبار ان ذلك فرض واجبٍ عليهنّ على الرغم من عملهنّ خارج المنزل وقد حصلت العديد من الطلاقات في المحاكم العربية بسبب ذلك.

والجدير بالذكر في هذا الاطار ان احدى المحاكم في الاردن اصدرت حكماً مفاده ان الزوجة غير ملزمة بالاعمال المنزلية وذلك بعد شكوى رفعتها سيدة ضد زوجها الذي كان يجبرها على اعداد الطعام والقيام بالاعمال المنزلية ورعاية الابناء وتدريسهم وغيرها من الاعباء من دون ان يشاركها فيها. وكان هذا الأخير يوجّه اليها عبارات التأنيب، ويؤكّد لها ان عملها في المنزل كما في خارجه واجب شرعي وهو الامر الذي دفعها الى اللجوء الى القضاء الذي انصفها واعتبر في حكمه انها غير ملزمة بالقيام بالاعمال المنزلية.

وفق دراسة أميركية نشرت مؤخراً، تشكّل مساهمة الرجال في الاعمال المنزلية عاملاً اساسياً في تحسين جو الإلفة. أفاد عالم الاجتماع في جامعة ريفيرسايد Riverside في كاليفورنيا ويدعى سكوت كولتران وهو احد معدّي الدراسة أنّه، بصورة عامة، كلما شارك الرجال في الاعمال المنزلية، جعلوا نساءهم اكثر سعادةً. وأكدت الدراسة المذكورة انه عندما يشارك الرجال في اعمال المنزل يزداد شعور النساء بالعدل والرضا، وتتوطد العلاقات العائلية.ويستنتج من هذه الدراسة انه على الرجل مشاركة زوجته في بعض الاعمال المنزلية. ولعل المثل الأعلى  والقدوة الحسنة هو النبي محمد (صلعم) فكان يشارك أهله أعباء المنزل إذ كان يرتق ثوبه وينظف بيته ويعين أهله في كل شؤونهم على الرغم من انه كان لديه زوجات كثيرات يتمنين خدمته وتلبية حاجاته. لكنه اراد من خلال ما فعله ان يعطي درساً للرجال في طريقة تعاملهم مع نسائهم.


ختاماً، إنّ العلاقة السوية بين الزوجين، لكي تظلّ على بريقها، يجب أن توائم بين دور كلٍّ من طرفيها داخل المنزل الزوجي فلا ينتقص أحدٌ من دور الآخر ولا يتجاوز أحدٌ دور الآخر.

ان الكثير من الامثلة تضجّ بحكاياتٍ صاعقة وقاتمة ونافرة وحتى سخيفة، فلنسعَ الى الخروج من عبثيّة المواجهة الى حتمية التواصل والتكامل بين الزوجين ولنتعظ ممّا نراه حولنا من مشاكل فلا يصيبنا ما اصاب غيرنا.

موضوعات متعلقة

Scroll to top