مشاكل وعثرات كثيرة تسببها قلة النوم
هل لديك اضطرابات النوم والتململ والاستثارة والغضب،
صعوبة الاسترخاء وعدم الاهتمام، قلة الانتباه، عدم التركيز،
وتشوش الأفكار، اضطراب الذاكرة، وتعثر الكلام والكلمات، الفوضى،
وتكرار الأخطاء، انعدام الثقة في النفس، وعدم الرضا والقلق،
الشك والقمع، صعوبة في إيجاد الطريق الصحيح، ضعف المناعة
والمرض المتكرر، الهواجس والإجهاد النفسي والعقلي، انخفاض الحافز،
والاكتئاب، وعدم احترام الذات، كلها أعراض لعدو لدود “الإجهاد”،
والذي إذا دخل باب الزوجية خرج الهدوء والسكينة والاستقرار.
قلة النوم تسبب زيادة هرمون
التوتر “الكورتيزول”، مما يزيد التوتر والإجهاد، وجودة النوم هي
الحل السهل والبسيط لمعظم المشكلات الصحية والنفسية، فالنوم
الشافي هو روشتة لحياة زوجية مستقرة، وتحقيق ذلك يلزمه قواعد
محددة تبدأ باحترام الساعة البيولوجية.
للجسم إيقاع بيولوجي مدته 24 ساعة يختار من خلالها
أوقاته المناسبة للنوم، وهي تأتي عندما تقل درجة حرارة الجسم
خلال 22-23 ساعة، وانحسار الضوء يحفز إفراز الميلاتونين، وهو
هرمون له دور أساسي في عملية النوم، والملايتونين هو هرمون
طبيعي تنتجه الغدة النخامية الموجودة في الدماغ. وهي الغدة
المايسترو التي تقود أوركسترا معظم غدد الجسم، فهي تفرز الهرمونات
التي تنشط أو تثبط الغدد الأخرى في الجسم. تصل قمة إفراز
هرمون الملايتونين، خلال فترة النوم، ومستوى هذا الهرمون ينخفض
كثيرا خلال النهار عند الاستيقاظ. لذلك يساعد الجسم في أن
يحافظ على إيقاع الحياة الطبيعية، لأنها تتحكم في الساعة
الطبيعية للجسم التي تتمثل بدورات النوم والصحو التي تتزامن
مع الليل والنهار.
التليفزيون سبب مباشر لقلة النوم؛ فالتعرض للإضاءة
الصناعية لشاشات التليفزيون قبل النوم يعرقل إفراز هرمون
الميلاتونين، ويعطل دورة راحة الجسم لمدة ساعة كاملة، مما
يجعل الحصول على النوم صعبا، وهو ما يحذر منه شارل سيزلر من
كلية الطب في هارفارد صاحب دراسة -النوم في أمريكا- والذي
ينصح بضرورة غلق التلفاز في الساعة السابقة للنوم، وتفادي
وضعه في غرف النوم، ويشدد الإخصائيون على ضرورة أن نختزل
هذه الغرفة فقط للنوم.
يرى العديد من الخبراء أن المراتب المتوسطة الصلابة
تعطي نوما أفضل، خصوصا لمن يعانون من مشاكل في العمود
الفقري؛ لأنها الأقل ألما، وتنبه دراسات أخرى على أن جودة
النوم تصبح قريبة من الكمال إذا تم تجديد المراتب كل فترة.
السكر البطيء يشجع على النوم المريح والأكلات
الغنية بمادة التريبتوفان تساعد على إفراز الميلاتونين كالأرز
الكامل والخبز الأسمر والشوكولاتة، وعلى عكس ما يشاع عن
اللبن، يذكر خبراء التغذية أنه يقلل كفاءة إفراز هرمون
الميلاتونين، كما يحذرون من الطعام الدسم الذي يحتاج مجهودا
لهضمه، حيث يرفع حرارة الجسم، وذلك ضد النوم تماما.
قد يكون ذلك عيب الرياضة الوحيد، فممارسة الرياضة
قبل النوم مباشرة ترفع درجة حرارة الجسم، وبالتالي يعطل دخوله
في النوم، لذا يجب تجنبها قبل النوم بساعة، وقد أثبت باحثون
أمريكيون أن ممارسة الرياضة لكبار السن مدة 30-40 دقيقة أو
المشي السريع 4 مرات في الأسبوع لأشخاص أعمارهم تتراوح بين 50
-76 قللت ساعات نومهم للنصف.
في الليالي الصعبة تفلح القيلولة في معادلة الساعات
التي ضاعت في الأرق، وكانت الدراسات قد أثبتت أن ساعتين
ونصف الساعة من نوم القيلولة تجعل الشخص في كامل نشاطه وهو
ما ذكرته وكالة ”ناسا”، فكان رواد الفضاء يحصلون على 40 دقيقة
راحة بعدها يصبح عملهم أسرع.
إن احتياجاتنا للنوم تتراوح بين 16 ساعة للرضيع،
و12 ساعة لطفل عمره أربع سنوات، و10 ساعات لمراهق، وبين 7-8
ساعات للبالغ، ويوجد فروق بين البشر، ولكن غير معلومة المصدر،
ولكن التوائم الذين كبروا منفصلين لهم ساعات النوم نفسها، مما
ينبئ بوجود عامل جيني، ووفقا لدراسة أمريكية شملت 300 شخص بينت
أن النوم أقل من 5 ساعات يوميا أو أكثر من 9 ساعات تزيد
من احتمال الإصابة بأمراض القلب عند الأصحاء، ويقل الخطر بين
6-8 ساعات.